إستعمار المغرب ، ممهداته وآثاره ومابعد 1956



(الموضوع يتضمن بالنسبة لطريقة احتلال المغرب من طرف فرنسا فقط وليس فرنسا واسبانيا )


بعد إحتلال الجزائر سنة 1830 ،، ثارت أصوات المعارضة هناك من بعض الزعماء أبرزهم آنذاك الأمير عبد القادر الجزائري رحمه الله
فأصبح هذا الأخير يتردد على تراب المغرب قاصدا سلطان البلاد ليمده بالمؤونة والسلاح ،
وهكذا مرت الأمور وبقية الأمير عبد القادر يقاوم الاستعمار الفرنسي من أجل عودة الجزائر لما كانت عليه
فرنسا آنذاك كانت مثلها مثل مثيلاتها من الدول الأوروبية تبحث عن مستعمرات جديدة كل وقت للاستفادة من خيراتها
فكان المغرب أحد الأراضي الخصبة المخصصة لذلك خاصة مع القرب الجغرافي للجزائر التي كانت فرنسا فيها آنذاك
فكانت فرنسا تنتظر أدنى فرصة للدخول للمغرب ،، فعزمت الدخول بذريعة أنها تريد البحث عن الأمير عبد القادر الجزائري
واستعملته كوسيلة وطريق سهل للدخول لكن المغرب رفض دخول القوات الأجنبية لأراضيه
فقامت معركة بين الجيش الفرنسي والجيش المغربي سنة 1844 وقد عرفت بمعركة إيسلي ،، وإنهزم فيها الجيش المغربي
مما فتح الباب للفرنسيين للدخول للمغرب ، لكن الأمر لم يكن يعني فرنسا فقط
فالقوى الأوروبية كانت تعرف مدى قوة الجيش المغربي الذي طرد البرتغال وإسبانيا من أراضيه ومنعهم من إدخال المسيحية للبلاد
وبعد معركة ايسلي السالفة الذكر زالت هيبة المغرب في أعين الأوروبيين وأصبح لقمة صائغة في نظرهم
فقامت مشاكل بين الدول الأخرى فكل واحدة منها كانت تريد انتهاز الفرصة للانفراد بالمغرب
وكانت فرنسا هي الأقرب لكن الأمر أغضب ألمانيا التي كانت تريد أيضا الدخول للبلاد ، وقد كانت فرنسا آنذاك مرتبطة باتفاق ودي روسيا
ومع انجلترا التي كانت هي أيضا أحد الأطراف المعنية بالأمر ، وكان ذلك قبل الحرب العالمية الثانية بقليل
بعد أن لاحظت ألمانيا محاولة فرنسا للدخول للمغرب قام غيوم زعيم ألمانيا بزيارة لمدينة طنجة شمال المغرب
أكد فيها استقلال المغرب ووحدته و... لكن طبعا ذلك كله كان مجرد كذب وافتراء وجشع
الزيارة خلقت أزمة دولية كادت تفجر الأوضاع بأوروبا وقيام حرب هناك ، لكن بعدج انعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء تم الاتفاق بشكل ودي بين الاطراف
وفي سنة 1912 تقدم الجيش الفرنسي جهة فاس بذريعة حماية السلطان من القبائل الثائرة ، فردت ألمانيا بإرسال بارجة حربية لسواحل أكادير
فحذرت إنجلترا ألمانيا من خطورة الأمر
فإضطرت فرنسا لإعطاء جزء من مستعمراتها بالكونغو لصالح ألمانيا لكي تترك لها فرصة الدخول للمغرب
واتضح بذلك الوجه الحقيقي لسياسة الدول الغربية تجاه الدول الافريقية والمستعمرات
بعد إحتلال المغرب
إستفاد المستعمر من مناجم الفوسفاط وخيرات البلاد وجنّد مقاتلين بالقوة لدعم فرنسا في الحروب العالمية
وأصبحت الموانئ والغابات والمناجم وكل خيرات البلاد يتحكم فيها الفرنسيون
فثارت أصوات المعارضة ضد الإحتلال وقامت المقاومة في مختلف مناطق المملكة
كل من أحمد الهيبة ماء العينين بالصحراء ،
وموحا احمو الزياني بقبائل زيان والأطلس المتوسط
ومحمد بن عبد الكريم الخطابي ضد الاستعمار الاسباني للريف وعسو أوبسلام ضد الاستعمار الفرنسي
تبعت ذلك قيام حركات نضالية مثل حركة التحرير الوطني التي طالبت باصلاحات قضائية واجتماعية من طرف المستعمر الوصي على المغرب
لكن طلباته قوبلت بالرفض ،
وانتشرت الجرائد الوطنية التي تعبر عن صوت الشعب
وقامت أحزاب سياسية لأول مرة بالمغرب بقيادة أناس رحمهم الله ظلو راسخين في تاريخ المغرب مثل علال الفاسي
وقدمت وثيقة المطالبة بالاستقلال والتي أمضى فيها العديد من السياسيين والمناضلين الكبار الشيئ الذي أغضب الفرنسيين
وبعد نفي السلطان محمد الخامس رحمه الله الى مدغشقر 1953 ،، ثار الوضع لأقصى درجة
وتكلل الكفاح والنضال باستقلال البلد سنة 1956
فدخل بعد ذلك في مرحلة استكمال الوحدة الترابية للوطن ،، فاستقلت مدينة طنجة الدولية 1956
وتوفي بعدها السلطان محمد الخامس رحمه الله وحمل المشعل إبنه الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1961
الذي أكمل ما بدأه والده من اجل المغرب
فتحررت مدينة طرفاية 1985 وسيدي ايفني 1969
ثم بعها وبعد الخطاب التاريخي ، إنطلق 350 ألف مغربي في أكبر مسيرة سلمية في التاريخ البشري
لإسترجاع الأقاليم الصحراوية سنة 1975 فإسترجعت الساقية الحمراء ، ثم وادي الذهب الكويرة سنة 1979
بإستسلام المستعمر الإسباني جنوب البلاد للأمر الواقع