السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبدالله و على اله و صحبه و من والاه
.. إن الشارع الحكيم قد جعل علامات بينات يستدل بها على حسن الخاتمة ،، كتبها الله تعالى لنا بفضله و منه - فأيما امرئ مات بإحداها كانت بشارة له ، و يالها من بشارة .
الأولى ::
نطقه بالشهادة عند الموت :
و فيه أحاديث مذكورة في الأصل ، منها قوله صلى الله عليه و سلم : "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"
الثانية ::
الموت برشح الجبين ، لحديث بريدة بن الخصيب رضي الله عنه : "أنه كان بخراسان فعاد أخاً له و هو مريض ، فوجده بالموت ، و إذا هو بعرق جبينه ، فقال : الله أكبر ، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "موت المؤمن بعرق الجبين" .
الثالثة ::
الموت ليلة الجمعة ، أو نهارها ، لقوله صلى الله عليه و سلم : "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر" .
الرابعة ::
الاستشهاد في ساحة القتال ، قال الله تعالى : {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ، بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله ، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، يستبشرون بنعمة من الله و فضل ، و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين} . و قال صلى الله عليه و سلم : "للشهيد عند الله ست خصال : يُغفر له في أول دفعة من دمه ، و يرى مقعده من الجنة ، و يُجار من عذاب القبر ، و يأمن الفزع الأكبر ، و يُحلّى حلية الإيمان ، و يُزوّج من الحور العين ، و يُشفّع في سبعين إنسانا من أقاربه" .
الخامسة ::
الموت غازيا في سبيل الله ، لقوله صلى الله عليه و سلم : " ما تعدون الشهيد فيكم ؟ " ، قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، قال : "إن شهداء أمتي إذاً لقليل" ، قالوا : فمن هم يا رسول الله ؟ ، قال :"من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، و من مات في سبيل الله فهو شهيد ، و من مات في الطاعون فهو شهيد ، و من مات في البطن فهو شهيد ، و الغريق شهيد" .
السادسة ::
الموت بالطاعون و فيه أحاديث منها قوله صلى الله عليه و سلم : "الطاعون شهادة لكل مسلم" .
السابعة ::
الموت بداء البطن لقوله صلى الله عليه و سلم في الحديث المتقدم : " ... و من مات في البطن فهو شهيد " .
الثامنة و التاسعة ::
الموت بالغرق و الهدم لقوله صلى الله عليه و سلم : "الشهداء خمسة : المطعون و المبطون و الغرِق و صاحب الهدم و الشهيد في سبيل الله" .
العاشرة ::
موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها لحديث عبادة بن الصامت : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عاد عبد الله بن رواحة ، قال : فما تحوّز (أي تنحّى) له عن فراشه ، فقال : أتدري من شهداء أمتي ؟ ، قالوا : قتل المسلم شهادة ، قال : "إن شهداء أمتي إذاً لقليل ! قتل المسلم شهادة ، و المرأة يقتلها ولدها جمعاء (هي التي تموت و في بطنها ولد) شهادة ، [يجرها ولدها بسرره (ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة) إلى الجنة]" .
الحادية عشر و الثانية عشر ::
الموت بالحرق و ذات الجنب (ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع) ، و فيه أحاديث أشهرها عن جابر بن عتيك مرفوعا : " الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله : المطعون شهيد و الغرِق شهيد ، و صاحب ذات الجنب شهيد ، و المبطون شهيد ، و الحرق شهيد ، و الذي يموت تحت الهدم شهيد ، و المرأة تموت بجُمع شهيدة" .
الثالثة عشر ::
الموت بداء السل لقوله صلى الله عليه و سلم " القتل في سبيل الله شهادة ، و النفساء شهادة ، و الحرق شهادة ، و الغرق شهادة ، و السل شهادة ، و البطن شهادة " .
الرابعة عشر ::
الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه ، و فيه أحاديث منها : "من قتل دون ماله (وفي رواية : من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل) فهو شهيد" .
الخامسة عشر و السادسة عشر ::
الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس ، لقوله صلى الله عليه و سلم "من قتل دون ماله فهو شهيد ، و من قتل دون أهله فهو شهيد ، و من قتل دون دينه فهو شهيد ، و من قتل دون دمه فهو شهيد " .
السابعة عشر ::
الموت مرابطا في سبيل الله ، فيه حديثان أحدهما : "رباط يوم و ليلة خير من صيام شهر و قيامه ، و إن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، و أجري عليه رزقه ، و أمِنَ الفتّان " .
الثامنة عشر ::
الموت على عمل صالح لقوله صلى الله عليه و سلم : "من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله خُتِم له بها ، دخل الجنة ، و من تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله خُتِم له بها دخل الجنة " . (سأذكر قصة بهذه المناسبة و لكن بعد إتمام العلامة الأخيرة) .
التاسعة عشر ::
من قتله الإمام الجائر لأنه قام إليه فنصحه ، لقوله صلى الله عليه و سلم " سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، و رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله " .
أخرجه الحاكم و صححه الخطيب أنظر تحقيق الكلام عليه و بيان صحته في الصحيحة 374 .
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بعدما ذكر هذه العلامات ، قال : أقول بهذه المناسبة ( يعني مناسبة ذكر النوع الثامن عشر ) :: لقد توفي شقيقي الكبير محمد ناجي أبو محمد في موسم السنة الماضية 1401 على عمل صالح إن شاء الله ، في الجمرات في آخر أيام التشريق و هو جالس مع بعض رفاقه الحجاج ، و قد ذكر لي بعضهم أن أحد الجالسين معه قدم إليه بيده اليسرى كأسا من الشاي ، فقال له :: يا أخي أعطني بيدك اليمنى و لا تخالف السنة أو كما قال ، و مـــات من ساعته رحمه الله و حشرنا و إياه ( مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا ) .