بسم الله الرحمن الرحيم
هل يكفي قول اللسان دون عمل الجوارح في الايمان ؟
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فقد انتشرت في هذا الزمان بدعة لم ينطق بها السلف الكرام في الاعتقاد نشأ عليه الصغير وهرم عليه الكبير واتخذها كثير من الناس عقيدة وسنة
وهو قولهم يكفي تصديق القلب ونطق اللسان في إثبات الايمان والحكم به على الأعيان من أهل الاسلام
وهذا يناقض مانطق به السلف من أن الإيمان ليس قولا فحسب وتصديق بل هو قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
فقولهم قول وعمل دل على أن النطق بالشهادتين لايكفي إذا توفر مقتضى العمل من العلم والزمن فلابد أن يظهر على المكلف من أفراد الأعمال مايحكم به بصحة اعتقاد الجنان
من صلاة وصدقة ونحو ذلك
لأنه قول وعمل وليس قول وتصديق فحسب كما تقوله المرجئة
ويدل على أن مفردات الأعمال في الايمان ركن فيه وليس مفرداته كلها بل ولو ظهر جنسها شرط في الايمان إجزائي لاكمالي
اتفاق السلف على أن الايمان قول وعمل
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لاإله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
فجعل الايمان قول وعمل وليس قولا وتصديق فحسب
وسئل ابن عيينة لو أن رجلا يقول أن أقول لاإله إلا الله ولكن لاأصوم ولاأصلي ولاكذا وكذا
وأنا مؤمن قال هذا قول المرجئة
وأما حديث لم يعملوا خيرا قط فيمن يخرج من النار
فمن المتشابه والمحكم ماأسلفنا من اتفاق السلف والحديث
فيحمل على من لم يتمكن من العمل أو كان جاهلا أو على المبالغة
مثل ماقيل في التائب القاتل مائة نفس لم يعمل خيرا قط وكان قد عمل من السعي لسؤال العالم والمشي إلى أرض التوبة والله أعلم