ثمانية اعجبتنى
...
الأولى :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبه, .فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي .
.....
الثانية:
أني نظرت إلى قول الله تعالى: " [وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى]
" فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله .
.......
الثالثة:
أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع فنظرت إلى قول الله تعالى: [مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ] .
فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده.
.........
الرابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: " [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ]
فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
............
الخامسة :
أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: " [نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا]
فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني .
..............
السادسة:
أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضا ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضا ونظرت إلى قول الله عز وجل: [إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا]
فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده .
................
السابعة :
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له ونظرت إلى قول الله عز وجل: " [وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا] فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
..................
الثامنة:
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى: " [وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ] فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله.