قالَ : كنتُ دخلتُ بحرًا وما هو بحرٌ.
|
كانَ الزمان فجرًا. كانَ الحيُّ نثرًا. كانَ الدخان شعرًا.
|
كانَ الرجفان أمرًا.
|
كنتُ أوجزتُ سِفرًا، وأجزتُ سَفرًا، واجتـزتُ قـفرًا :
|
إذا ما تراخى منكبٌ قامَ منكبُ أم الراسياتُ الكاسياتُ
|
أوانسٌ وقدْ ماسَ ريّانٌ وهامسَ موكبُ
|
أم الآسياتُ الناسياتُ عرائسٌ هوادجها
|
مِنْ حسْنها تتوثبُ
|
أم الماسياتُ الجاسياتُ مقابسٌ
|
دماليجها النورُ النديُّ المُحجَّبُ ؟
|
على وتر
|
أدنى من القوس مَوْهنـًا
|
تسلل خيط منكَ والليلُ يكـتبُ.
|
وماذا يقولُ الليلُ ؟ يسكبُ كاتبٌ على ورق الرؤيا
|
مداه ويرقبُ.
|
وأرتقِبُ السقـيا ولستُ بشاربٍ،
|
أيشربُ صادٍ صادرٌ يتأوَّبُ، ولا كأسَ ؟
|
للبيد الغريبةِ كأسُها، ولي غربَـة المعْنى المكابر.
|
أشرَبُ صَدى كلماتي.
|
أنـقع الغلة التي تُسامرني منْ حيْثما هبَّ غيهبُ
|
وأقـطع هذا الليلَ وحْدي
|
وأسْحبُ البراري وراءَ الليل حينَ أسْحبُ
|
وأفزع، مَبْهـورًا، إلى حلل الحِمى لأكسو فراغ القول.
|
مَنْ كانَ يعتبُ ؟
|
ومَنْ يعذبُ العريُ البهيُّ مُلوِّحًا بلوحِه والأريُ المُلوِّح يعذبُ ؟
|
ومنْ قيسُه
|
كانَ القليبَ لغاربٍ كأنَّ قِسيّـًا ترتوي حينَ تنشبُ
|
حكايتها بينَ القبائل سُمَّرًا،
|
وللنارألهوبٌ،
|
وللدَّارعنكبُ ؟ ومَنْ صاحبٌ لي والجدارُ بدا وما بدا ؟
|
فهلْ أراه، الآنَ،
|
أيانَ أصحبُ العمائمَ تاريخـًا وأصعد بابه دخولا إلى التاريخ ؟
|
مَنْ كانَ يرقبُ ؟
|
وهلْ يتملىَّ جانبٌ منه صَعدتي
|
أنا الساكبُ المسكوبُ لا يتصوَّبُ،
|
وليسَ يخبُّ السيرَ طيَّ مسافةٍ هيَ
|
الكاتبُ المكتوبُ تنأى وتقربُ،
|
وتذهبُ أنى شاءَ هدهدها ..
|
الذي همى نبأ يأتي بأمر ويذهبُ ..
|
تهذبُ أوراقَ المسَاء نداوة
|
إذا المندلُ المشتاق يرسو طلاوة منَ الغيبِ
|
يحبو سطوُه المُتطيبُ
|
ويصْبو، سـؤالاتٍ، إلى الغيم وجهة أنادي بها:
|
يا مُغربا ليسَ يُعربُ
|
ويا جبلا مِنيِّ الكهوفُ
|
ومنكَ ما خلعتُ به النعْلين أيانَ أغربُ
|
وقدْ أجهشَ الوادي إذا النورُ آية وأجهشتُ ؟
|
ماذا قلتُ ؟ عنقاءُ مُغربُ ؟
|
وما قلتُ إلا خشعة إثرَ خشعةٍ ولا لغة لي مثلما كنتُ أحْسبُ
|
حَسبتُ الحروفَ الدانياتِ قطوفها حروفـًا
|
وما خلتُ المعانيَ تسلبُ
|
وهْيَ منيَ قلـّبُ، تناهتْ حتوفا ما عرفتُ مقادتي بها
|
وأنا قيدَ المتاهةِ أطربُ.
|
ولي ماءُ البداهةِ مطلبُ.
|
أغالبُ بردًا فالخطى مشتـلُ الجذى
|
بمُلتهبٍ يحْدو الخطى منه أغلبُ. له واحـة،
|
والبيد راحاتُ مَوقدٍ تحفُّ الرسومَ الشاخصاتِ،
|
وتنهبُ مُعلقة خرقاءَ بعضَ هذائها، وتذهبُ،
|
والبابُ الرَّئية تخطبُ. أنا ما خطبتُ الودَّ يا طللَ الحِمى،
|
وما جئتُ إلا طائفـًا أتقربُ، وكنتُ دخلتُ البحرَ فجرًا وليلتي ..
|
ولا بحرَ إلا مُهجة تتوثبُ.
|
أهبْتُ بها أنْ لمْلمي، منْ تبعثري، خطايَ التي كانتْ خطايَ.
|
سأركبُ، إلى لغتي،
|
مهرًا أجاذبُه المَدى رُنـوًّا إلى اللا شيْئ ظمآنَ يجذبُ ..
|
وأركبه وَسْنانَ ينـتهبُ الرؤى
|
إلى دافق ريَّانَ بالشوق يصْخبُ ..
|
والدن يعجبُ. وأعجبُ منِّي،
|
والمسيلُ قصيدة مُؤانسة، كيفَ القصيدة تعتبُ. أنا ماعتبتُ.
|
الليلُ كانَ عاتبـًا، وكانَ يُورِّي ما أقولُ ويَحْطِبُ،
|
وكنتُ أنا ألغو بقافيـةٍ غوتْ بإثـفيةٍ، والحرفُ أمرًا يُـقلِبُ.
|
وكانَ رماد الفجْر
|
سارية هوتْ منَ الحلك المأسُور نقعـًا
|
يُرتبُ نشيدَ البراري للبراري.
|
أنا الذي أرتبني سجعـًا ليمرعَ مُجدِبُ،
|
ويطوي كلامَ البحر والخرقة التي تطارحه المعْنى
|
فلا كانَ مُعربُ ..
|
ولا كانَ، منذورًا لأبلجَ مُغـربٍ، كـتابُ الليـالي ..
|
والمهامه كوكبُ، ولا قالَ لي البحرُ المسافرُ خلسة حكايته ..
|
عنْ شاعر يتأهَّبُ ليعْبرَ ما كانَ المرايا
|
وينهب القـوافي ليشتارَ العراقَ قوافيـًا
|
وقدْ عبثَ المهوَى بما يتـألبُ
|
وللروم بحرٌ والعروبة شطه
|
وقدْ نشطتْ حِلفـًا وعربدَ موكبُ
|
وللروم أوفاقٌ بغطرسةٍ جرتْ بعتمتِها
|
إمّا القاذفاتُ تصبَّبُ
|
كأنَّ بها حِقـدًا عنيدًا وما بها عناد مديـد حاقـد يتقلبُ
|
ولكنْ زباناها الكياسة والجَذى مُراودة.ً
|
منْ قامَ ؟ ثـمَّ عقربُ، وثـمَّ، برقطاء الأماني، تطوُّح
|
وكلٌّ لدى كلٍّ مدًى وتسرُّبُ
|
وكلٌّ، بليلى، واجد مُتواجد وليلى
|
امَّحتْ بينَ المضاربِ تندبُ.
|
وليلى الجراحاتُ التي تسكن السُّرى إذا الليلُ يعْرى
|
لمنْ سأقولُ :
|
البحرُ يلهـث نازفـًا دمـًا عربيـًّا .. والأكـفُّ تخَضّبُ ؟
|
وكلٌّ، بليلى، واجد مُتواجد وليلى
|
امَّحتْ بينَ المضاربِ تندبُ.
|
وليلى الجراحاتُ التي تسكن السُّرى إذا الليلُ يعْرى
|
والذرى تتحدّبُ.
|
لمنْ سأقولُ :
|
البحرُ يلهـث نازفـًا دمـًا عربيـًّا .. والأكـفُّ تخَضّبُ ؟
|